لمان يريد ان يتعلم اللغة الامازيغية بادن الله سوف اطرح في هدا
المنتدى الغالي مواضع لتعلم اللغة الامازيغية
لقد ذكرنا أنه لو دونا هذه اللغة لو و جدنها غنية جدا فلو قلنا مثلا: ( ؤقور – أدو = أمشي ، سر ) أو ( أذف – أكشم = أدخل ) أو ( رق- فغ – أقلا = أخرج ) أو أطلقنا أسماء متعددة على شيء واحد مثل ( أقرزيز – أوثول- أقنون = الأرنب ) أو ( ئيلف- أخنتوش – أجعجوع = الخنزير ) أو ( أغرزوت – أيذي – أبرهوش – أقجون – أمرزو ...إلخ = الكلب ) و تساءلنا أي الألفاظ صحيح لقلنا أنها عبارة عن مترادفات و لها دلالات معينة دقيقة لأن من مميزات الأمازيغية أنها لغة تعتمد على البيئة و الحس بدليل وجود كلمات لا يمكن ترجمتها إلى أية لغة في العالم اللهم إذا إستعملنا المعنى العام و بعبارة آخرى فإن هذه المترادفات إما أن تكون أوصافا للشيء المسمى أو تعبير حسي يرتبط بالحركة أو الزمن أو أي شيء آخر فإذا قلنا بالعربية الأسد ، الضرغام ، الغضنفر ، الهزبر ، الصيد ،
السبع إلى غير ذلك من الاسماء الأسد العديد فهذه الأسماء عبارة عن أوصاف للأسد و عندما نقارن مثلا بين إسمي الأسد في منطقتي الشاوية و القبائل ( آر ، ئزم ) نجد أن ئزم مأخوذ من الصوت لأن الشاوية يقولون آر ئتزيم ( الأسد يزأر) و إليكم مثال آخر ، فأسماء : أغرزول تعني الكلب القبيح المنظر و أيذي = الكلب العادي و أقجون = الكلب الجميل ، أبرهوش = الكلب الشاطر و أمرزو = الكلب الصيد و أقزين = الجرو ، و بالمقارنة و البحث عن الإستعمال الدقيق لأي لفظ نتبين دلالة الحقيقية فالفرق بين ( ءميرا و ثورا ) فكلا اللفظين يتواجدان في الشاوية و يؤديان معنى الآن لكن المعنى الدقيق يختلف فإميرا تدل على هذا الوقت ( ئمير = الوقت ، أيا = هذا ) أما ثورا فهي تدل على الآن و لكن بعد هنيهة و كذلك بالنسبة لألفاظ ئنسا و يخسي ( إنطفأ) نجد أن الكلمة ئنسا لها علاقة بالمبيت ( ئنسا = بات ) و الإختفاء أما يخسي فلها علاقة بالإنتهاء بفقد الوعي ، بالخفوت و نضرب مثالا آخر لإعطاء الدلالات المختلفة للفظ الرؤية و النظر ئزرا ، ئقل ( ئموقل ) ، ئمناذ ، ئهنا ، ئخزر ، فلفظ ئزرا هو الشائع في اللغة الأمازيغية و يدل على الرؤية بصفة عامة و ئقل يستعمل لنظر ( نظر ) و ئمناذ يستعمل للرؤية و النظر الحاد و الدقيق و منه أخذ إسم القائد الجزائري مناد ( شواف ) اما يخزر يدل على النظر الذي به حيرة أو ريبة أما ئهنا ، فهو يدل على الرؤية التي لا شك فيها أو الرؤية الواضحة وقد يستعمل مكان هذا اللفظ الكلمة ذات الأصل العربي ئبين ، ( تبين الشيء أي تحقق منه ) و يقال أيضا ئهناث أي طمأنه هذا فيما يخص المترادفات و دلالة الألفاظ و هناك جانب آخر يبين مدى غناء اللغة الأمازيغية بحسب إختلاف أقاليمها الطبيعية و المناخية أي بمعنى كل منطقة تتوفر على الفاظ و أسماء و قد لا تتوفر في منطقة آخرى تبعا لظروف البيئة فمثلا يشتهر ساحل المحيط الأطلسي و خاصة المنطقة الواقعة جنوب الصويرة بلغة البحر و الصيد فهناك أربعون إسما لأنواع من الأسماك و لا يوجد لها مقابل في اللغة اللاتينية أو العربية و كدلك الحال بالنسبة لمناطق الأنهار في الصحراء ، نجد أسماء للتمساح ، ( أغوشاف) و الفيل ( ءيلو ، ءيلوان ) و الزرافة ( ءمذغ ، ءيمذغن) و الرز ( ثافغث) كما نجد أسماء قائمة في منطقة و مختفية في منطقة أخرى مثل الجحش ( ءاسنوس ) و البصل ( ءازاليم ، زاي مفخمة) و نجد حتى الأسماء مثل الرحمة ( ثامالوث ) و الصلاة ( ءامود ) كما يطلق هذا اللفظ أيضا على البذور ألا أن إسم الصلاة في الشمال يسمى ( ثازاليت ، زاي مفخمة ) فالباحثون لم يجزموا بأنها من أصل عربي هي و ( ثامتانت=الموت ) لأنهم و جدوا نقوشا قديمة جدا منقوش عليها هذين اللفظين كما توجد كثيرامن الألفاظ حلت محلها ألفاظ عربية بالخصوص مثل ملح ( ئسيسن = ملح وعرف ) و (ئسوتر ، ئسقسا ) بمعنى سأل و ( أسيسم ) = حلي و ( ئسوتر ) و ( ئسوكف) = قلع و (ءلقاغ) = الأملس( ءوقمير ) = الضيق إلى غير ذلك من الأسماء و الألفاظ و عموما فإن جمع هذه اللغة و دراستها يؤديان إلى ترقيتها و فهم مكوناتها و بفهمها نستطيع ان نفهم أنفسنا و تاريخنا و نعمل على تقوية شخصيتنا .
البحث عن جذور الكلمات :
من الملاحظ أيضا أن هناك كلمات أميتت في منطقة و بقية حية في منطقة أخرى أو نجد الفعل المجرد في منطقة و المزيد في منطقة أخرى أو بالنسبة لفعل قرع ( ئجض ) الأقرع ( أمجوض ) في حين نجد هذا الفعل في الأوراس مزيدا و يلفظ ( أزجيض = آججيض = القرع ) ( ئزجض = قرع ) و تقتصر تسميته على الداء الذي يصيب الحيوانات في أجسامها و يزيل شعرها كما قد يعتقد سكان منطقة ما أن هناك ألفاظا معينة لا توجد عندهم و لا يعرفونها و السبب يعود إلى إستعمالهم لهذه الألفاظ في حالات معينة و الإنسان الغير مهتم لا يتفطن إلى ذلك و المثال على ذالك جذر ( فغ ) يقابلها في الأوراس ( رق) = أخرج ، لكن إذا دققنا النظر في الشاوية نجد هذا الجذر يقتصر إستعماله في حالات خاصة مثلا:
ئفغ ؤفان ( ءاطاجين) = خرج الطاجين أي كان كيه جيدا " شسفغ ثازيزاو" = أخرجت النحل " ئسوفغ أول ئنو " = أخرج قلبي ...إلخ .
كما أننا قد نجد ألفاظا إختفت وحلت محلها ألفاظ أجنبية بالرغم من و جود هذه الالفاظ حتى في المناطق التقاربة مثل : " ثيسنت " حل محلها الملح ، و جذر الكلمة في الأوراس أميت و لم يبقى إلا إسم الشيء أما " أسيسن " التمليح فقد أميت ( ئسيسن = ملح ، عرف ) و كذلك الحال بالنسبة للفظ الضيق ( ءقمير ) حل مكانه الحشران و نجد هذه الظاهرة بالخصوص في أسماء الآلة أو الأداة مثل ( ئيسكرز = المحراث ) فكثير من المناطق تستعمل في تعبيرها لفظ أمحراث ( العربية ) و مناطق أخرى تطلق لفظ " ءيماسن "على المحراث و ( ئماسن ) تعني الأدوات و مفردها " ءاماس " و الإسم الأصلي للمحراث هو " ءيسكرز " و قد إحتفظت بهدا الإسم كثير من الجهات .
تصحيح النطق :
يمكن تعديل الإنحرافات المسجلة في النطق و ذلك بالإعتماد على الدراسات اللغوية و اللسانية و تطبيق القواعد الخاصة باللغة الأمازيغية و من ثم يمكن أن نكتشف مثلا بأن هذه الإنحرافات تعود إلى خصائص فونولوجية كعملية الإبدال أو التقديم و التأخير أو غيرها من العوامل المختلفة التي قد تسبب الإختلافات المتنوعة كالعوامل الطبيعية أو الإجتماعية أو البيئة أو التأثير الديني أو الإحتكاك الثقافي إلى ذلك من الأسباب المتعددة .
بالمقارنة بين المناطق اللغوية المختلفة يمكن أن نعطي صورة مبدئية و عامة على الإختلافات المتنوعة و تتمثل في الإنحرافات التي قد تحدث في قصر إستعمال بعض الألفاظ على حالات خاصة دون تعميمها و قد نجد ألفاظا دخيلة حلت محل الألفاظ الأصلية و من أمثلة الكلمات المماتة في بعض المناطق و بقائها حية في مناطق أخرى ( ون = أصعد ) هذا الجذر ممات في الأوراس و بقي من مشتقاته إسم الموضع ( ساون ) بينما بقي الجذر حيا في المغرب الأقصى وكذلك الحال بالنسبة لجذر ( ئمر ) سخن أو حمي إن صح التعبير أميت هذا الجذر و لم يبق إلا عند بعض القبائل في الأوراس و لكن إسم المكان بقي حيا في كل المناطق و هو ( سامر )= المتشمس المكان المقابل للشمس أما بالنسبة للفعل المجرد و المزيد ففي منطقة مثلا يستعمل الفعل المجرد مثلما هو عليه الحال في المغرب نطق بعض الكلمات سواء بالإستغناء عن بعض الحروف أو في إبدال الحروف بعضها ببعض أو في تنوع النطق و إختلاف النغامات أو في دلالات الكلمات كأن تكون أوصافا للشيء مثلا أو القصد منها التفاوت الزمني أو مراحل العمر أو هي كناية أو إستعارة ...إلخ.
وفيما يلي بعض الأمثلة لتوضيح ذلك فالألفاظ مثل ( ءانخجوف ) في الأوراس و ( ءانجوف ) في المغرب يؤديان معنى الأبله لكن ماهي الدلالة الدقيقة لهذين اللفظين ؟ فإذا علمنا أن هناك لفظا آخر و هو ( أخجف ) له إرتباط دلالي بالبلاهة و هو الكلام السفيه الغير المتزن حينئذ يمكن أن نقول " أنجف " هو الأبله و أنخجوف هو الأبله الذي يتفوه بكلام غير لائق و يمكن تعديل الأنحراف المسجل في النطق مثل ( فوس ، أضار ، غيل ) ، ( اليد ، الرجل ، الذراع ) لتصبح ( ءافوس ، ءاضار ، ءاغيل ) و دلك تطبيقا للقاعدة العامة و هي أن كل إسم مذكر يبدأ بالألف ، كما يمكن يظهر الإنحراف في تضخيم الحروف مثل : ءاضرغال ( الأعما ) او ءادرغال بتطبيق قواعد الصرف يتضح أن الأصل هو ( أدرغال) و نفس الشيء ينطبق على ( أيذي ) الكلب . فعند جمعه يقال ( ءيضان ) و لكن كما يقال الخطأ الشائع و المألوف يصبح صحيحا .
و يمكن أن يظهر الإنحراف أيضا عن طريق الإبدال و من خلال نطق أسماء الأسد و الحلم يتضح ذلك فعند التوارق يسمى الأسد ( ءاهار ) و في بني مزاب ( وار ) و في الأوراس ( ءار) الإبدال وقع بين حروف الهاء و الواو و الألف أما الحلم فيسمى عند التوارق ( ثاهرقيث) و في السوس ( ثاورقيث ) الإبدال وقع بين الهاء و الواو و في الأوراس ( ثارجيث ) و في القبائل ( ثارقيث ) الإبدال حدث بين الجيم و القاف ، و الملاحظ أن الجذر لكل تسميات الحلم هو ( أرجي ) و ( أرقي) يورجي ( يورقي ) = حلم و نفس الشيء يحدث عند تطبيقنا لعملية الإبدال فكلمة ( سوذم ، سوذن ) قبل حدث الإبدال بين الميم و النون و من الواضح أن الميم هي الأصلي أن كلمة "سوذم " لها علاقة بلوجه ( أوذم ) الذي بدوره له غلاقة بالتقبيل و يمكن أيضا أن نضرب أمثلة عن إحتلافات اللهجية أي التنغيم مثل : النخاع يسمى عند التوارق و المزاب و الشاوية ( أذوف ) و عند القبائل و السوس ( ءاليم ) و ألأمثلة عديدة و كثيرة و يمكن أن نطبق في هذه الحالة قاعدة العموم و السواد و هناك أشكال آخرى من التنغيم إن صح التعبير مثل : ( أزداذ = ؤسديذ ) = الرقيق كما قد تصادفنا ألفاظا بها زيادة أو نقص في الحروف مثل كلمة "صب " في المناطق الأربعة السابقة الذكر تلفظ ( ئفي ) و في بني مزاب تنطق (ئفسا ) و كذلك الحال بالنسبة لحيوان الجمل و يطلق عليه إسم ( ءالغم ) في الشمال و توجد مناطق آخرى و خاصة في الجنوب تسميه ( ءالم) أما مايخص الوصف فقد ذكرناه سابقا في أوصاف الكلب أما بالنسبة لمراحل العمر فالكبش أحسن مثال يسمى عند الطوارق ( ءاكرر ) و في المزاب ( ءوفريش ، ءوفريك) و في الشاوية ( ءيكر ، ءيكري ) و في السوس ( ءاهروي ) و في القبائل ( ءيكري ) هذه الأسماء يمكن أن نصنف بعض منها حسب العمر ، ءيزمر = الخروف ، ءفريك = بعد مرحلة الجز ، ءيكر = بعد مرحلة البلوغ ، هذه التصنيفات متعارف عليها في الأوراس كما لا يفوتنا أن نذكر بأن جمع (ءيكر) هو ( أكرارن ) و هذا يدل على أن هذا الجمع له علاقة ب(ءاكرر )وقد نجد للفظ واحد معنيان و لكن لهما نفس الدلالة العامة مثل ( ءازنزون) ( الزين المفخمة ) في المغرب الأقصى يطلق على الأبكم أما في الأوراس فيقصد به الثقيل و ينطق ( ءازنزول ) بحيث وقع الإبدال بين النون و اللام و لهذين دلالة واحدة لأن الأبكم ثقيل السمع ، و لا ننسى أيضا ذكر بعض المرادفات مثل : ءاقليم =جلد الذبيحة أو يسمى أيضا ( ءالم ) ، هل هاتان الترادفتان لهما دلالات دقيقة أم أن إحداهما حدث بها إنحراف ؟ فعندما نلجأ إلى الكلمة المركبة ( ءالمسير ) و التي تسمى بالدارجة " الهيدورة " و نقوم بتفكيكها نجد ها تتركب من ( ءالم ) = الجلد و ( ءاسير) = الرحى بمعنى جلد الرحى ولا ننسى أيضا إنحرافات أخرى في النطق يمكن تصحيحها عن طريق تطبيق قواعد الصرف الصحيحة فكلمة ( ءامجو = الأذن ) تجمع ( ءيمجان ) و حسب القاعدة و القياس فإن مفرد ( ءيمجان ) يكون ( ءيمجي) لأن ( ءامجو ) مثل ( ءيمتشي ) يجمع ( ءيمتشان ) .
و كدلك الحال بالنسبة لفعل ( يوقور ، يورو) ( مشى ، ولد ) تنطق خطأ ( يوقير ، يوري) فتصريفها كالتالي :
يوقور – يقور – يورو – ئتارو- أذيارو – أرو.
تساعدنا على فهم كثير من المظاهر:
بمعرفتنا للغة الأمازيغية نستطيع التعرف على كثير من المظاهر الطبيعية و بعض الظواهر الإجتماعية و هذا يساعدنا على إكتشاف كثير من الحقائق التاريخية و الجغرافية و بالتالي التوصل إلى معرفة الكثير من الماضي هذا المجتمع و إبراز خصائصه و تكويناته لفهم طبائعه و إليكم بعض الأمثلة القصيرة فالأسماء التي سميت بها كثير من المناطق الكثيير منا لا يعرف معناها و لكن بمعرفة الأمازيغية نستطيع التعرف عليها مثل : مازر ، تاغليسيا ، تيغزا ، ثيفصكوين ، أقور ، ساغس ...إلخ.
مازر = الشلال، تاغليسيا = مكان العبور ، ثيغزا = الأرض الستصلحة و تؤدي معنى الحدائق و الجنان ، تيفصكوين = الأعياد أو المواسم .
أقور = القربان، ساغس = طوطم معين ( شعوذة ) ، و هناك الآلآف المؤلفة من الأسماء و الألفاظ المختلفة و التي لا يعرف المجتمع معانيها و لكن من السهل التولصل إلى الكشف عنها فلو سألنا مثلا أي شخص عن معنى نيردي أو ثامستاوث فربما يجيبنا بأن " نيردي " مشتق من الردى و ثامستاوث مشتق من الإستواء لكن بمعرفتنا للأمازيغية فالأمر يصبح هين فلفظ نيردي مفرد و يجمع ( ئيرذن ) أي القمح و هذا إذا علمنا أنه في المغرب الأقصى القمح مفرده ( ئردي ) و في الأوراس هناك نوع من الشعير ذو قشرة رقيقة يسمى" ثيردين "و هذا الإسم مكون من ن = للملكية كما تم شرحه في السابق " ئيردي" = القمح في حالة المفرد و بهذا يتم إكتشافنا إذا عرفنا موقع المكان و خصائصه " فنيردي " حوض جبلي يقع في جبال المحمل في منطقة أولاد عبيد و يشتهر بإنتاجه الجيد للقمح ومن حيث النوعية و قد تحصل على جائزة في العهد الإستعماري و كذلك الحال بالنسبة لجبل مستاوى ( ثامستاوث) إذا ما عرفنا أن مصدر الإسم هو " أستاو" بمعنى التجرد و ( ئستو ) تجرد من ملابسه و إن جبل مستاوا الواقع غرب سريانة قمته عارية و مجرد من الأشجار و هناك أسماء كثيرة و لكنها تحتاج إلى تصحيح في النطق و البحث عن جذر الكلمة و إذا ما توصلنا إلى ذلك نستطيع أن نكتشف معاني و دلالات كثيرة في الأسماء على سبيل المثال فلفظ ( ئفورس) عند المغاربة تعني تشقق أما في الأوراس فهناك لظ مشابه له و يشترك معه في الدلالة يقال ( ثافيراست ) الإجاص و تجمع ( ثيفيراسين ) كما يطلق هذا الجمع على الأراضي الطينية التي تتشقق تربتها و جذع الإجاص ( الشجرة التقليدية ) يتشقق ، إذن فثيفيراسين هي كناية عن الأراضي المتشققة و يقال في الأوراس أيضا ( ئفيرس – ئفكرس) أي عندما يؤثر البرد في أطراف الإنسان و تتشقق و تصبح جوانب الشقوق يابسة و متسخة و خلاصة القول بالدراسة و إتباع منهج المقارنة نستطيع أن نتعرف على دلالات كل الألفاظ و تصحيح الأخطاء المسجلة في النطق و بمعرفتنا الجيدة للغة الأمازيغية نستطيع أن نكتشف كثير من المفاهيم و التعريفات الخاطئة أو المغرضة التي بينها الجاهلون أو الحاقدون على هذه اللغة مثل ( تيفيناغ ) أتت من كلمة فنيقي ، و تيغانمين أتت من تاج أمبن و سريانة حملت إسم ساكنيها السوريين إلى غير ذلك من الأخطاء الشائعة و المتعددة
المنتدى الغالي مواضع لتعلم اللغة الامازيغية
لقد ذكرنا أنه لو دونا هذه اللغة لو و جدنها غنية جدا فلو قلنا مثلا: ( ؤقور – أدو = أمشي ، سر ) أو ( أذف – أكشم = أدخل ) أو ( رق- فغ – أقلا = أخرج ) أو أطلقنا أسماء متعددة على شيء واحد مثل ( أقرزيز – أوثول- أقنون = الأرنب ) أو ( ئيلف- أخنتوش – أجعجوع = الخنزير ) أو ( أغرزوت – أيذي – أبرهوش – أقجون – أمرزو ...إلخ = الكلب ) و تساءلنا أي الألفاظ صحيح لقلنا أنها عبارة عن مترادفات و لها دلالات معينة دقيقة لأن من مميزات الأمازيغية أنها لغة تعتمد على البيئة و الحس بدليل وجود كلمات لا يمكن ترجمتها إلى أية لغة في العالم اللهم إذا إستعملنا المعنى العام و بعبارة آخرى فإن هذه المترادفات إما أن تكون أوصافا للشيء المسمى أو تعبير حسي يرتبط بالحركة أو الزمن أو أي شيء آخر فإذا قلنا بالعربية الأسد ، الضرغام ، الغضنفر ، الهزبر ، الصيد ،
السبع إلى غير ذلك من الاسماء الأسد العديد فهذه الأسماء عبارة عن أوصاف للأسد و عندما نقارن مثلا بين إسمي الأسد في منطقتي الشاوية و القبائل ( آر ، ئزم ) نجد أن ئزم مأخوذ من الصوت لأن الشاوية يقولون آر ئتزيم ( الأسد يزأر) و إليكم مثال آخر ، فأسماء : أغرزول تعني الكلب القبيح المنظر و أيذي = الكلب العادي و أقجون = الكلب الجميل ، أبرهوش = الكلب الشاطر و أمرزو = الكلب الصيد و أقزين = الجرو ، و بالمقارنة و البحث عن الإستعمال الدقيق لأي لفظ نتبين دلالة الحقيقية فالفرق بين ( ءميرا و ثورا ) فكلا اللفظين يتواجدان في الشاوية و يؤديان معنى الآن لكن المعنى الدقيق يختلف فإميرا تدل على هذا الوقت ( ئمير = الوقت ، أيا = هذا ) أما ثورا فهي تدل على الآن و لكن بعد هنيهة و كذلك بالنسبة لألفاظ ئنسا و يخسي ( إنطفأ) نجد أن الكلمة ئنسا لها علاقة بالمبيت ( ئنسا = بات ) و الإختفاء أما يخسي فلها علاقة بالإنتهاء بفقد الوعي ، بالخفوت و نضرب مثالا آخر لإعطاء الدلالات المختلفة للفظ الرؤية و النظر ئزرا ، ئقل ( ئموقل ) ، ئمناذ ، ئهنا ، ئخزر ، فلفظ ئزرا هو الشائع في اللغة الأمازيغية و يدل على الرؤية بصفة عامة و ئقل يستعمل لنظر ( نظر ) و ئمناذ يستعمل للرؤية و النظر الحاد و الدقيق و منه أخذ إسم القائد الجزائري مناد ( شواف ) اما يخزر يدل على النظر الذي به حيرة أو ريبة أما ئهنا ، فهو يدل على الرؤية التي لا شك فيها أو الرؤية الواضحة وقد يستعمل مكان هذا اللفظ الكلمة ذات الأصل العربي ئبين ، ( تبين الشيء أي تحقق منه ) و يقال أيضا ئهناث أي طمأنه هذا فيما يخص المترادفات و دلالة الألفاظ و هناك جانب آخر يبين مدى غناء اللغة الأمازيغية بحسب إختلاف أقاليمها الطبيعية و المناخية أي بمعنى كل منطقة تتوفر على الفاظ و أسماء و قد لا تتوفر في منطقة آخرى تبعا لظروف البيئة فمثلا يشتهر ساحل المحيط الأطلسي و خاصة المنطقة الواقعة جنوب الصويرة بلغة البحر و الصيد فهناك أربعون إسما لأنواع من الأسماك و لا يوجد لها مقابل في اللغة اللاتينية أو العربية و كدلك الحال بالنسبة لمناطق الأنهار في الصحراء ، نجد أسماء للتمساح ، ( أغوشاف) و الفيل ( ءيلو ، ءيلوان ) و الزرافة ( ءمذغ ، ءيمذغن) و الرز ( ثافغث) كما نجد أسماء قائمة في منطقة و مختفية في منطقة أخرى مثل الجحش ( ءاسنوس ) و البصل ( ءازاليم ، زاي مفخمة) و نجد حتى الأسماء مثل الرحمة ( ثامالوث ) و الصلاة ( ءامود ) كما يطلق هذا اللفظ أيضا على البذور ألا أن إسم الصلاة في الشمال يسمى ( ثازاليت ، زاي مفخمة ) فالباحثون لم يجزموا بأنها من أصل عربي هي و ( ثامتانت=الموت ) لأنهم و جدوا نقوشا قديمة جدا منقوش عليها هذين اللفظين كما توجد كثيرامن الألفاظ حلت محلها ألفاظ عربية بالخصوص مثل ملح ( ئسيسن = ملح وعرف ) و (ئسوتر ، ئسقسا ) بمعنى سأل و ( أسيسم ) = حلي و ( ئسوتر ) و ( ئسوكف) = قلع و (ءلقاغ) = الأملس( ءوقمير ) = الضيق إلى غير ذلك من الأسماء و الألفاظ و عموما فإن جمع هذه اللغة و دراستها يؤديان إلى ترقيتها و فهم مكوناتها و بفهمها نستطيع ان نفهم أنفسنا و تاريخنا و نعمل على تقوية شخصيتنا .
البحث عن جذور الكلمات :
من الملاحظ أيضا أن هناك كلمات أميتت في منطقة و بقية حية في منطقة أخرى أو نجد الفعل المجرد في منطقة و المزيد في منطقة أخرى أو بالنسبة لفعل قرع ( ئجض ) الأقرع ( أمجوض ) في حين نجد هذا الفعل في الأوراس مزيدا و يلفظ ( أزجيض = آججيض = القرع ) ( ئزجض = قرع ) و تقتصر تسميته على الداء الذي يصيب الحيوانات في أجسامها و يزيل شعرها كما قد يعتقد سكان منطقة ما أن هناك ألفاظا معينة لا توجد عندهم و لا يعرفونها و السبب يعود إلى إستعمالهم لهذه الألفاظ في حالات معينة و الإنسان الغير مهتم لا يتفطن إلى ذلك و المثال على ذالك جذر ( فغ ) يقابلها في الأوراس ( رق) = أخرج ، لكن إذا دققنا النظر في الشاوية نجد هذا الجذر يقتصر إستعماله في حالات خاصة مثلا:
ئفغ ؤفان ( ءاطاجين) = خرج الطاجين أي كان كيه جيدا " شسفغ ثازيزاو" = أخرجت النحل " ئسوفغ أول ئنو " = أخرج قلبي ...إلخ .
كما أننا قد نجد ألفاظا إختفت وحلت محلها ألفاظ أجنبية بالرغم من و جود هذه الالفاظ حتى في المناطق التقاربة مثل : " ثيسنت " حل محلها الملح ، و جذر الكلمة في الأوراس أميت و لم يبقى إلا إسم الشيء أما " أسيسن " التمليح فقد أميت ( ئسيسن = ملح ، عرف ) و كذلك الحال بالنسبة للفظ الضيق ( ءقمير ) حل مكانه الحشران و نجد هذه الظاهرة بالخصوص في أسماء الآلة أو الأداة مثل ( ئيسكرز = المحراث ) فكثير من المناطق تستعمل في تعبيرها لفظ أمحراث ( العربية ) و مناطق أخرى تطلق لفظ " ءيماسن "على المحراث و ( ئماسن ) تعني الأدوات و مفردها " ءاماس " و الإسم الأصلي للمحراث هو " ءيسكرز " و قد إحتفظت بهدا الإسم كثير من الجهات .
تصحيح النطق :
يمكن تعديل الإنحرافات المسجلة في النطق و ذلك بالإعتماد على الدراسات اللغوية و اللسانية و تطبيق القواعد الخاصة باللغة الأمازيغية و من ثم يمكن أن نكتشف مثلا بأن هذه الإنحرافات تعود إلى خصائص فونولوجية كعملية الإبدال أو التقديم و التأخير أو غيرها من العوامل المختلفة التي قد تسبب الإختلافات المتنوعة كالعوامل الطبيعية أو الإجتماعية أو البيئة أو التأثير الديني أو الإحتكاك الثقافي إلى ذلك من الأسباب المتعددة .
بالمقارنة بين المناطق اللغوية المختلفة يمكن أن نعطي صورة مبدئية و عامة على الإختلافات المتنوعة و تتمثل في الإنحرافات التي قد تحدث في قصر إستعمال بعض الألفاظ على حالات خاصة دون تعميمها و قد نجد ألفاظا دخيلة حلت محل الألفاظ الأصلية و من أمثلة الكلمات المماتة في بعض المناطق و بقائها حية في مناطق أخرى ( ون = أصعد ) هذا الجذر ممات في الأوراس و بقي من مشتقاته إسم الموضع ( ساون ) بينما بقي الجذر حيا في المغرب الأقصى وكذلك الحال بالنسبة لجذر ( ئمر ) سخن أو حمي إن صح التعبير أميت هذا الجذر و لم يبق إلا عند بعض القبائل في الأوراس و لكن إسم المكان بقي حيا في كل المناطق و هو ( سامر )= المتشمس المكان المقابل للشمس أما بالنسبة للفعل المجرد و المزيد ففي منطقة مثلا يستعمل الفعل المجرد مثلما هو عليه الحال في المغرب نطق بعض الكلمات سواء بالإستغناء عن بعض الحروف أو في إبدال الحروف بعضها ببعض أو في تنوع النطق و إختلاف النغامات أو في دلالات الكلمات كأن تكون أوصافا للشيء مثلا أو القصد منها التفاوت الزمني أو مراحل العمر أو هي كناية أو إستعارة ...إلخ.
وفيما يلي بعض الأمثلة لتوضيح ذلك فالألفاظ مثل ( ءانخجوف ) في الأوراس و ( ءانجوف ) في المغرب يؤديان معنى الأبله لكن ماهي الدلالة الدقيقة لهذين اللفظين ؟ فإذا علمنا أن هناك لفظا آخر و هو ( أخجف ) له إرتباط دلالي بالبلاهة و هو الكلام السفيه الغير المتزن حينئذ يمكن أن نقول " أنجف " هو الأبله و أنخجوف هو الأبله الذي يتفوه بكلام غير لائق و يمكن تعديل الأنحراف المسجل في النطق مثل ( فوس ، أضار ، غيل ) ، ( اليد ، الرجل ، الذراع ) لتصبح ( ءافوس ، ءاضار ، ءاغيل ) و دلك تطبيقا للقاعدة العامة و هي أن كل إسم مذكر يبدأ بالألف ، كما يمكن يظهر الإنحراف في تضخيم الحروف مثل : ءاضرغال ( الأعما ) او ءادرغال بتطبيق قواعد الصرف يتضح أن الأصل هو ( أدرغال) و نفس الشيء ينطبق على ( أيذي ) الكلب . فعند جمعه يقال ( ءيضان ) و لكن كما يقال الخطأ الشائع و المألوف يصبح صحيحا .
و يمكن أن يظهر الإنحراف أيضا عن طريق الإبدال و من خلال نطق أسماء الأسد و الحلم يتضح ذلك فعند التوارق يسمى الأسد ( ءاهار ) و في بني مزاب ( وار ) و في الأوراس ( ءار) الإبدال وقع بين حروف الهاء و الواو و الألف أما الحلم فيسمى عند التوارق ( ثاهرقيث) و في السوس ( ثاورقيث ) الإبدال وقع بين الهاء و الواو و في الأوراس ( ثارجيث ) و في القبائل ( ثارقيث ) الإبدال حدث بين الجيم و القاف ، و الملاحظ أن الجذر لكل تسميات الحلم هو ( أرجي ) و ( أرقي) يورجي ( يورقي ) = حلم و نفس الشيء يحدث عند تطبيقنا لعملية الإبدال فكلمة ( سوذم ، سوذن ) قبل حدث الإبدال بين الميم و النون و من الواضح أن الميم هي الأصلي أن كلمة "سوذم " لها علاقة بلوجه ( أوذم ) الذي بدوره له غلاقة بالتقبيل و يمكن أيضا أن نضرب أمثلة عن إحتلافات اللهجية أي التنغيم مثل : النخاع يسمى عند التوارق و المزاب و الشاوية ( أذوف ) و عند القبائل و السوس ( ءاليم ) و ألأمثلة عديدة و كثيرة و يمكن أن نطبق في هذه الحالة قاعدة العموم و السواد و هناك أشكال آخرى من التنغيم إن صح التعبير مثل : ( أزداذ = ؤسديذ ) = الرقيق كما قد تصادفنا ألفاظا بها زيادة أو نقص في الحروف مثل كلمة "صب " في المناطق الأربعة السابقة الذكر تلفظ ( ئفي ) و في بني مزاب تنطق (ئفسا ) و كذلك الحال بالنسبة لحيوان الجمل و يطلق عليه إسم ( ءالغم ) في الشمال و توجد مناطق آخرى و خاصة في الجنوب تسميه ( ءالم) أما مايخص الوصف فقد ذكرناه سابقا في أوصاف الكلب أما بالنسبة لمراحل العمر فالكبش أحسن مثال يسمى عند الطوارق ( ءاكرر ) و في المزاب ( ءوفريش ، ءوفريك) و في الشاوية ( ءيكر ، ءيكري ) و في السوس ( ءاهروي ) و في القبائل ( ءيكري ) هذه الأسماء يمكن أن نصنف بعض منها حسب العمر ، ءيزمر = الخروف ، ءفريك = بعد مرحلة الجز ، ءيكر = بعد مرحلة البلوغ ، هذه التصنيفات متعارف عليها في الأوراس كما لا يفوتنا أن نذكر بأن جمع (ءيكر) هو ( أكرارن ) و هذا يدل على أن هذا الجمع له علاقة ب(ءاكرر )وقد نجد للفظ واحد معنيان و لكن لهما نفس الدلالة العامة مثل ( ءازنزون) ( الزين المفخمة ) في المغرب الأقصى يطلق على الأبكم أما في الأوراس فيقصد به الثقيل و ينطق ( ءازنزول ) بحيث وقع الإبدال بين النون و اللام و لهذين دلالة واحدة لأن الأبكم ثقيل السمع ، و لا ننسى أيضا ذكر بعض المرادفات مثل : ءاقليم =جلد الذبيحة أو يسمى أيضا ( ءالم ) ، هل هاتان الترادفتان لهما دلالات دقيقة أم أن إحداهما حدث بها إنحراف ؟ فعندما نلجأ إلى الكلمة المركبة ( ءالمسير ) و التي تسمى بالدارجة " الهيدورة " و نقوم بتفكيكها نجد ها تتركب من ( ءالم ) = الجلد و ( ءاسير) = الرحى بمعنى جلد الرحى ولا ننسى أيضا إنحرافات أخرى في النطق يمكن تصحيحها عن طريق تطبيق قواعد الصرف الصحيحة فكلمة ( ءامجو = الأذن ) تجمع ( ءيمجان ) و حسب القاعدة و القياس فإن مفرد ( ءيمجان ) يكون ( ءيمجي) لأن ( ءامجو ) مثل ( ءيمتشي ) يجمع ( ءيمتشان ) .
و كدلك الحال بالنسبة لفعل ( يوقور ، يورو) ( مشى ، ولد ) تنطق خطأ ( يوقير ، يوري) فتصريفها كالتالي :
يوقور – يقور – يورو – ئتارو- أذيارو – أرو.
تساعدنا على فهم كثير من المظاهر:
بمعرفتنا للغة الأمازيغية نستطيع التعرف على كثير من المظاهر الطبيعية و بعض الظواهر الإجتماعية و هذا يساعدنا على إكتشاف كثير من الحقائق التاريخية و الجغرافية و بالتالي التوصل إلى معرفة الكثير من الماضي هذا المجتمع و إبراز خصائصه و تكويناته لفهم طبائعه و إليكم بعض الأمثلة القصيرة فالأسماء التي سميت بها كثير من المناطق الكثيير منا لا يعرف معناها و لكن بمعرفة الأمازيغية نستطيع التعرف عليها مثل : مازر ، تاغليسيا ، تيغزا ، ثيفصكوين ، أقور ، ساغس ...إلخ.
مازر = الشلال، تاغليسيا = مكان العبور ، ثيغزا = الأرض الستصلحة و تؤدي معنى الحدائق و الجنان ، تيفصكوين = الأعياد أو المواسم .
أقور = القربان، ساغس = طوطم معين ( شعوذة ) ، و هناك الآلآف المؤلفة من الأسماء و الألفاظ المختلفة و التي لا يعرف المجتمع معانيها و لكن من السهل التولصل إلى الكشف عنها فلو سألنا مثلا أي شخص عن معنى نيردي أو ثامستاوث فربما يجيبنا بأن " نيردي " مشتق من الردى و ثامستاوث مشتق من الإستواء لكن بمعرفتنا للأمازيغية فالأمر يصبح هين فلفظ نيردي مفرد و يجمع ( ئيرذن ) أي القمح و هذا إذا علمنا أنه في المغرب الأقصى القمح مفرده ( ئردي ) و في الأوراس هناك نوع من الشعير ذو قشرة رقيقة يسمى" ثيردين "و هذا الإسم مكون من ن = للملكية كما تم شرحه في السابق " ئيردي" = القمح في حالة المفرد و بهذا يتم إكتشافنا إذا عرفنا موقع المكان و خصائصه " فنيردي " حوض جبلي يقع في جبال المحمل في منطقة أولاد عبيد و يشتهر بإنتاجه الجيد للقمح ومن حيث النوعية و قد تحصل على جائزة في العهد الإستعماري و كذلك الحال بالنسبة لجبل مستاوى ( ثامستاوث) إذا ما عرفنا أن مصدر الإسم هو " أستاو" بمعنى التجرد و ( ئستو ) تجرد من ملابسه و إن جبل مستاوا الواقع غرب سريانة قمته عارية و مجرد من الأشجار و هناك أسماء كثيرة و لكنها تحتاج إلى تصحيح في النطق و البحث عن جذر الكلمة و إذا ما توصلنا إلى ذلك نستطيع أن نكتشف معاني و دلالات كثيرة في الأسماء على سبيل المثال فلفظ ( ئفورس) عند المغاربة تعني تشقق أما في الأوراس فهناك لظ مشابه له و يشترك معه في الدلالة يقال ( ثافيراست ) الإجاص و تجمع ( ثيفيراسين ) كما يطلق هذا الجمع على الأراضي الطينية التي تتشقق تربتها و جذع الإجاص ( الشجرة التقليدية ) يتشقق ، إذن فثيفيراسين هي كناية عن الأراضي المتشققة و يقال في الأوراس أيضا ( ئفيرس – ئفكرس) أي عندما يؤثر البرد في أطراف الإنسان و تتشقق و تصبح جوانب الشقوق يابسة و متسخة و خلاصة القول بالدراسة و إتباع منهج المقارنة نستطيع أن نتعرف على دلالات كل الألفاظ و تصحيح الأخطاء المسجلة في النطق و بمعرفتنا الجيدة للغة الأمازيغية نستطيع أن نكتشف كثير من المفاهيم و التعريفات الخاطئة أو المغرضة التي بينها الجاهلون أو الحاقدون على هذه اللغة مثل ( تيفيناغ ) أتت من كلمة فنيقي ، و تيغانمين أتت من تاج أمبن و سريانة حملت إسم ساكنيها السوريين إلى غير ذلك من الأخطاء الشائعة و المتعددة