محمد المختار
السوسي
(1318-1383/1900-1963)
ولد محمد المختار السوسي بقرية دّوكادير إلغ ( تحت
الحصن) الواقعة على بعد 174 كلم جنوب مدينة أكادير لوالده رئيس الزاوية الدرقاوية
الشيخ علي بن أحمد الإلغي ووالدته رقية بنت العلامة المؤلف المدرس محمد بن العربي
الأدوزي، والأسرتان السعيدية الإلغية والأدوزية عريقتان في العلم والصلاح توالى
فيهماالرجال الصالحون والعلماء والحفاظ .
افتتح السوسي تعليمه على والدته فعلمته الكتابة
والقراءة وحفظ عليها شيئا من القرآن ثم أتم حفظه على بعض مريدي والده بالزاوية
الدرقاوية ، ثم تنقل بين مدارس منطقة سوس كمدرسة إيغشَّان ومدرسة بونعمان ومدرسة
تانكرت فدرس على كبار شيوخها خاصة الشاعر الأديب المجاهد الطاهر الإفراني فأخذ عنهم
اللغة والفقه والفرائض والحساب والأصول ، كما اهتم بالخصوص بالأدب بتشجيع ومتابعة
من عبد الرحمان البوزكارني أحد كبار الطلبة إذ ذاك بمدرسة تانكرت فتأثر بعنايته
بمطالعة كتب الأدب الأندلسي وحفظ أشعارها خاصة نفح الطيب للمقري ، وفي هذه المرحلة
صدرت عنه مقطعات شعرية ورسائل كانت باكورة إنتاجه الأدبي .
اتجه السوسي سنة 1338 بتوجيه من بعض أقربائه إلى
مدينة مراكش لاستكمال معارفه فانكب على التحصيل بجامع ابن يوسف منقطعا عن المخالطة
بتأثير نفحة صوفية ، غير أن فكره شهد تغيرا جذريا فاستبدل الفكر السلفي المتفتح
بسلوك أبناء الطرق ومريدي الزوايا وذلك لما حل الشيخ السلفي المصلح أبو شعيب
الدكالي بمراكش حيث ألقى سلسلة دروس كان يدعو فيها إلى العودة إلى أصلي التشريع
كتاب الله وسنة رسوله
r
والعناية بعلمي التفسير والحديث واقتفاء أثر السلف
الصالح وكان لكل ذلك تأثير كبير في نفس السوسي وفكره فكان ذلك إيذانا ببدء مرحلة
جديدة من حياته
أحس السوسي أن مراكش لن تستطيع إشباع نهمه للعلوم
وتحقيق طموحه المعرفي فغادرها إلى فاس سنة 1343 وانتسب لجامع القرويين،واندمج في
البيئة الفاسية المتفتحة على العالم في ظل حركة ثقافية ووطنية حية نشأت بحماس طائفة
من المفكرين الشباب في تلك المرحلة التي كان فيها الاستعمار الفرنسي متمكنا من
الرقاب ،قال عن تلك المرحلة : " في فاس استبدلت فكرا بفكر فتكون لي مبدأ عصري على
آخر طراز ، فقد ارتكز على العلم والدين ، والسنة القويمة … وكنت أصاحب كل المفكرين
إذ ذاك وكانوا نخبة في العفة والعلم والدين ، ينظرون إلى بعيد " (الإلغيات 2/225)
في ذلك الجو الثقافي الحي قضى السوسي أربع سنوات
اقتنع خلالها بقيمة العلم والعمل ودورهما في تغيير حال المجتمع والوطن ، وخطط مع
زملائه لمستقبل بلادهم فأسسوا جمعيتين الأولى ثقافية معلنة سموها جمعية الحماسة
وترأسها هو نفسه، والثانية سياسية سرية ترأسها علال الفاسي ، وأول مشروع بدأت به
النخبة الوطنية نشر الوعي الإسلامي من خلال التطوع للتدريس بالمدرسة الناصرية
باعتبار ذلك خطوة في تحقيق التغيير المنشود غير أن نشاط المدرسة لفت إليها أنظار
الاستعمار فأغلقها ، وقد نتج عن ذلك اقتناع أعضاء الجمعيتين بنجاعة الأسلوب الذي
سلكوه وضرورة الانتشار في المغرب للنهوض بجهاته المختلفة .
غادر السوسي فاسا إلى الرباط التي أقام بها سنة 1347
وحضر خلالها دروس علمائها السلفيين المجدين مثل المدني بن الحسني والشيخ الدكالي
والشيخ محمد السائح كما اطلع على الأدب العربي القديم والحديث في نوادر مصادره وفي
المجلات والمطبوعات المختلفة ورأى تنوع مذاهبه وإبداعات أدبائه وكانت له مسامرات
ومناقشات مع الأديب محمد بن العباس القباج ، ولم تكن معارف الرباط لتشبع نهم السوسي
للعلوم فقرر السفر إلى مصر إلا أن قلة ذات يده منعته .
رجع السوسي إلى مدينة مراكش فاستقر بزاوية والده بها
في حي الرميلة قاصدا الاشتغال بالتعليم والتربية باعتبارهما السبيل القويم لمحاربة
الجهل والتخلف ومحاربة الاستعمار ومناهجه التعليمية التي كانت تركز على تحقير عقيدة
الأمة ومحو لغتها ، فبدأ تدريس طائفة قليلة من الأطفال من أقاربه وجيران الزاوية
التي تحول قسم منها إلى كتاب قرآني غير أنه سرعان ما طارت شهرته وتقاطر عليه
الطلبة باختلاف مستوياتهم فنظم الدراسة وآوى الجميع مستعينا بموارد أعماله التجارية
والفلاحية وبهبات المحسنين من أصدقائه ، كما اعتنى بالمواد المهملة في المقررات
الرسمية التي أرساها الاحتلال الفرنسي كاللغة العربية والقرآن والتاريخ المغربي
والسيرة النبوية وفي النظام العتيق كالتفسير وعلوم الحديث والأدب .
لم يكتف السوسي بعمله في مدرسة الرميلة بل أضاف إليه
دروسا عامة يلقيها في المساجد ورئاسة الجمعية الخيرية الإسلامية التي كان يقف فيها
في وجه مصالح طاغية مراكش الباشا التهامي الكلاوي ، وحركة دائبة لتأسيس مدارس حرة
على غرار ما فعل في الرميلة حاثا زملاءه العلماء على السير على نهجه ففتحت بفضل ذلك
عدة مدارس .
وقد لفت عمل السوسي الدائب نظر الحكام الاستعماريين
بمراكش فعملوا على محاربته بترغيبه في مناصب رسمية كالقضاء وترهيبه بالاستدعاءات
المتكررة والاستفسارات والاستفزازات ، ولما يئسوا من انصياعه قرروا نفيه ، فأخرج
على حين غرة من مراكش منفيا إلى مسقط رأسه سنة 1355 حيث قضى تسع سنوات ذاق خلالها
مرارة العزلة والغربة إذ منع من الاتصال بالأجانب بل بأبناء بلده فبقي بعيدا عن
طلبته وأصدقائه من العلماء والأدباء منكسر القلب من ضياع جهده في تكوين طلبته
وتخريجهم على النحو الذي يرضيه .
غير أن السوسي لم يستسلم للقدر ولم يقض وقته في
البكاء على ماضيه بل انتهز فرصة فراغه ليشتغل بما ينفع أمته ، فصرف همته إلى جمع
تاريخ منطقة سوس التي اشتهرت في التاريخ بكثرة العلماء ووفرة الأدباء وتمسك أهلها
بالشرع الإسلامي ، قال عن ذلك : " سودت في إلغ مسقط رأسي ، حيث ألزمت العزلة عن
الناس ، أجزاء كثيرة تناهز خمسين جزءا في العلماء والأدباء والرؤساء والأخبار
والنوادر ، والهيئة الاجتماعية .. وكلها مقصورة على أداء الواجب عليّ ، من أحياء
تلك البادية التي سبق في الأزل أن كنت ابنا من أبنائها ، ويعلم الله أنه لو قدر لي
أن أكون ابن تافيلالت أو درعة أو الريف أو جبالة أو الأطلس أو دكالة ، لرأيت الواجب
عليّ أن أقوم بمثل هذا العمل نفسه ، لتلك الناحية التي تنبت نبعتي فيها ، لأنني من
الذين يرون المغرب جزءا لا يتجزأ ، بل أرى العالم العربي كله من ضفاف الأطلسي إلى
ضفاف الرافدين وطنا واحدا ، بل أرى جميع بلاد الإسلام كتلة متراصة من غرب شمال
إفريقيا إلى إندونيسية ، لا يدين بدين الإسلام الحق من يراها بعين الوطنية الضيقة
التي هي من بقايا الاستعمار الغربي في الشرق ، بل لو شئت أن أقول – ويؤيدني ديني
فيما أقول – إنني أرى الإنسانية جمعاء أسرة واحدة، لا فضل فيها لعربي على عجمي إلا
بالتقوى ، والناس من آدم ، وآدم من تراب
]
يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم
عند الله أتقاكم
["
لقد كان العمل العظيم السوسي في حوالي ثمانين جزءا
ردا حاسما علميا على الظهير البربري الصادر في نسخته النهائية سنة 1930 والرامي إلى
الفصل بين العرب والأمازيغ ، ليؤكد أن المغاربة على اختلاف ألسنتهم انصهروا في
بوتقة واحدة هي الإسلام واللغة العربية ، قال : " إنني رأيت منذ سنوات أن هذا الشعب
محتاج إلى جهود من كل جهة جهود تأخذ بيد حاضره .. وجهود تأخذ بيد ماضيه من إحياء ما
كان له من مجد ، وما كان أثله من سؤدد ، وما عرفه له التاريخ من حياة علمية ، فإذا
منعت من السير في تلقيح الأفكار في الحاضر بلساني ، فلأنفذ وعدي بالاجتهاد في إحياء
ماضيه بيراعي ، وقد رأيت هذه الزاوية من المغرب مجهولة كثيرا حتى عند المغاربة
أنفسهم ، فضلا عن العالم كله ، فقلت في نفسي : لأقم على حساب مستطاعي بإلقاء ضوء
على تقلبات هذه الزاوية ، فكان ذلك شغلي الوحيد منذ وطئت هذه الأرض.." (سوس العالمة
ص:أ)
ولم يكن السوسي مهتما بتفوق منطقة سوس أو مدفوعا
بالعصبية الضيقة أو العنصرية المقيتة بل كان يعتبر أن الوجه الصحيح لكتابة تاريخ
الإسلام هو البدء بتاريخ رجالاته وأسرهم ثم مجتمعاتهم المحدودة فأقطارهم فالأمة
الإسلامية جمعاء وذلك اتساقا مع إيمانه العميق بضرورة وحتمية العودة إلى التراث
للحفاظ على الهوية ومواجهة التحديات ، قال : " نحن نوقن أنه سيأتي يوم يثور فيه
أولادنا أو أحفادنا ثورة عنيفة ضد كل ما لا يمت إلى غير ما لآبائهم من النافع
المحمود ، ثم يحاولون مراجعة تاريخهم ليستقوا منه كل ما في إمكانهم استدراكه .
فلهؤلاء يجب على من وفقه الله من أبناء اليوم أن يسعى في إيجاد المواد الخام لهم في
كل ناحية من النواحي التي تندثر بين أعيننا اليوم، وما ذلك إلا إيجاد مراجع التاريخ
يسجل فيها عن أمس كل ما يمكن من الأخبار والعادات والأعمال والمحافظة على المثل
العليا ." ( المعسول 1/د)
في سنة 1364 سمح للسوسي بالعودة إلى مراكش ، فعاد
إلى سابق عهده بها مستأنفا نشاطه التعليمي والتربوي بزاوية الرميلة باعثا مجالسه
الأدبية ودروسه بالمساجد ، وفي هذه المرحلة تقوى النشاط السياسي بمراكش تزعمه بعض
طلبة السوسي القدماء ولم يكن الاستعمار غافلا عن ذلك فزادت ضغوطه ، وحرر الوطنيون
عريضة احتجاج ضد القمع مطالبين بالحرية وقعها السوسي ، ولما رأى الجو مضطربا بمراكش
انتقل إلى الدار البيضاء سنة 1370 ليتابع بها عمله غير أنه ما لبث أن ألقي عليه
القبض ونفي من جديد إلى الصحراء الشرقية مع طائفة من زعماء الحركة الوطنية
والسياسيين الوطنيين حيث قضوا حوالي سنتين . وفي ذلك المعتقل راجع حفظ القرآن وتابع
التأليف والكتابة ونظم دروسا في مختلف المواد العلمية والأدبية ومسامرات أدبية
وجلسات إخبارية سجل أحداثها ومجرياته في كتابه " معتقل الصحراء " .
في سنة 1374 انفرجت الأزمة السياسية وأطلق سراح
المعتقلين ثم أعلن استقلال المغرب ، فعاد السوسي إلى الرباط وعين وزيرا للأوقاف في
أول حكومة مغربية بعد الاستقلال ثم وزيرا في مجلس التاج وقاضيا شرعيا للقصور
الملكية إلى وفاته سنة 1383 عقب مضاعفات ناتجة عن إصابته في حادثة سير وفي هذه
المرحلة صرف جهده وهمته إلى إخراج مؤلفاته وكأنما كان يسابق الأجل .
كانت حياة السوسي مليئة بالانجازات العلمية
والثقافية من أبرزها تأسيس جمعية علماء سوس التي أشرفت على بناء المعهد الإسلامي
بمدينة تارودانت وعضوية اللجنة العلمية التي حررت مدونة الأحوال الشخصية المغربية
كما أن مؤلفاته الكثيرة كانت - مع غيرها من مؤلفات معاصريه - تأسيسا للبحث العلمي
الأكاديمي في مجال التاريخ والاجتماع والأدب والثقافة والفكر ومن أهم هذه المؤلفات
:
-
" المعسول في الإلغيين وأساتذتهم وتلامذتهم في العلم
والتصوف وأصدقائهم وكل من إليهم." في نحو 8000 صفحة في 20 جزءا صدرت تباعا عن 3
مطابع ما بين سنة 1960 و1963 وهو موسوعة تراجم لنحو 4000 من العلماء والفقهاء
والأدباء والرؤساء .
-
" خلال جزولة " في أربعة أجزاء وهو وصف لأربع رحلات
علمية في المناطق السوسية مليئة بالفوائد العلمية والأدبية والتاريخية ، مطبوع .
-
" الإلغيات " في 3 أجزاء تضمن مذكراته خلال نفيه إلى
مسقط رأسه ، والكتاب حافل بالأدبيات شعرا ونثرا والمناقشات العلمية والأدبية
والتاريخية والفوائد الاجتماعية ، مطبوع .
-
" سوس العالمة " بمثابة مقدمة لموسوعة المعسول اشتمل
نظرة عامة على العلم العربي وأعلامه ومؤسساته في منطقة سوس طبع مرتين .
-
" إيليغ قديما وحديثا " تاريخ إمارة أسستها أسرة
شريفة في قلب جبال جزولة السوسية منذ القرن 11 الهجري طبع مرتين بالمطبعة الملكية .
-
" معتقل الصحراء " يشمل مذكرات المعتقل الصحراوي إثر
النفي الثاني وفيه نبذة من نشاط النخبة السياسية المغربية في المنفى طبع جزؤه الأول
.
-
" رجالات العلم العربي في سوس " إحصاء للعلماء
والأدباء السوسيين النابغين منذ القرن الخامس الهجري وحتى زمن التأليف وهم
حوالي2000 وهو مطبوع .
-
" حول مائدة الغذاء " تقييد للروايات الشفوية لأحد
رجالات البلاط السلطاني في أوائل القرن الرابع عشر الهجري في جزء واحد مطبوع .
-
" من أفواه الرجال " تسجيل للروايات الشفوية لمريدي
الزاوية الدرقاوية عن الشيخ علي بن أحمد الدرقاوي في 10 أجزاء .
-
" مترعات الكؤوس في آثار طائفة من أدباء سوس" مخطوط
في ثلاثة أجزاء تضمن تراجم مئة أديب سوسي نبغوا منذ القرن العاشر الهجري ألفه
السوسي لسد الخلل الذي ظهر في كتاب النبوغ المغربي لعبد الله كنون حينما أهمل
التعريف بأدباء سوس خاصة .
-
ترجمة الأربعين حديثا النووية إلى الأمازيغية
السوسية ، مخطوط .
-
ترجمة الأنوار السنية إلى الأمازيغية السوسية ،
مخطوط .
-
أمثال الشلحيين وحكمهم نظما ونثرا ، تضمن حكم
الأمازيغ السوسيين بلسانهم ، مخطوط .
-
" بين الجمود والميع " بناء قصصي تضمن تحليل
التيارات الفكرية بالمغرب في عهد الحماية وإبان الاستقلال من خلال أربعة إخوة
أحدهما صوفي والآخر علماني الفكر والثالث نفعي يتبع هواه والرابع نموذج للإنسان
المسلم السوي ، نشرت في حلقات بمجلة دعوة الحق .
-
" من الحمراء إلى إلغ " وصف رحلة قام بها من مراكش
إلى مسقط رأسه صحبة بعض تلامذته ، رقنها وأعدها للطبع ابن اخيه المرحوم الأستاذ عبد
الله درقاوي .
-
" قطائف اللطائف " نوادر وحكايات سوسية ، مخطوطة .
-
" المجموعة الفقهية في الفتاوي السوسية " مجموعة من
فتاوى الفقهاء السوسيين ، مطبوعة بإعداد وتعليق ابن أخيه الأستاذ عبد الله درقاوي .
-
90 حلقة من برنامج وعظي باللسان الأمازيغي السوسي
أذيعت من الإذاعة المركزية بالرباط في أوائل سنوات الستين .
وإذا كان من إشارة ينبغي أن نختم بها هذه الوقفة
السريعة على حياة السوسي فهي التعليق على بعض ما يذكر من أن حياته وإنجازاته قد
لقيت اهتماما كافيا ودراسة حثيثة ، فقد ركزت الدراسات على الجانبين التاريخي
والأدبي ولما تهتم بعد بالجانب الشرعي الإسلامي ثم بالجانب الاجتماعي السوسيولوجي
والجانب الأنثروبولوجي والجانب التربوي إضافة إلى بقاء جوانب كثيرة من أدبه بعيدة
عن الدراسة خاصة الجانب السردي القصصي والرسائل والمذكرات ، كما أن كثيرا من
الدراسات التي احتضنتها الجامعة المغربية ومراكز التكوين والبحث عنه وعن فكره لما
تطبع بعد كالدراسات المنجزة حول سيرته الذاتية ورحلاته وفكره التربوي ، ناهيك عن
الدراسات الجارية خارج المغرب في الدول الأوربية كفرنسا وألمانيا وفي أمريكا
واليابان بجامعة هيروشيما وجامعة طوكيو ..
منقول للافادة الباحثين
السوسي
(1318-1383/1900-1963)
ولد محمد المختار السوسي بقرية دّوكادير إلغ ( تحت
الحصن) الواقعة على بعد 174 كلم جنوب مدينة أكادير لوالده رئيس الزاوية الدرقاوية
الشيخ علي بن أحمد الإلغي ووالدته رقية بنت العلامة المؤلف المدرس محمد بن العربي
الأدوزي، والأسرتان السعيدية الإلغية والأدوزية عريقتان في العلم والصلاح توالى
فيهماالرجال الصالحون والعلماء والحفاظ .
افتتح السوسي تعليمه على والدته فعلمته الكتابة
والقراءة وحفظ عليها شيئا من القرآن ثم أتم حفظه على بعض مريدي والده بالزاوية
الدرقاوية ، ثم تنقل بين مدارس منطقة سوس كمدرسة إيغشَّان ومدرسة بونعمان ومدرسة
تانكرت فدرس على كبار شيوخها خاصة الشاعر الأديب المجاهد الطاهر الإفراني فأخذ عنهم
اللغة والفقه والفرائض والحساب والأصول ، كما اهتم بالخصوص بالأدب بتشجيع ومتابعة
من عبد الرحمان البوزكارني أحد كبار الطلبة إذ ذاك بمدرسة تانكرت فتأثر بعنايته
بمطالعة كتب الأدب الأندلسي وحفظ أشعارها خاصة نفح الطيب للمقري ، وفي هذه المرحلة
صدرت عنه مقطعات شعرية ورسائل كانت باكورة إنتاجه الأدبي .
اتجه السوسي سنة 1338 بتوجيه من بعض أقربائه إلى
مدينة مراكش لاستكمال معارفه فانكب على التحصيل بجامع ابن يوسف منقطعا عن المخالطة
بتأثير نفحة صوفية ، غير أن فكره شهد تغيرا جذريا فاستبدل الفكر السلفي المتفتح
بسلوك أبناء الطرق ومريدي الزوايا وذلك لما حل الشيخ السلفي المصلح أبو شعيب
الدكالي بمراكش حيث ألقى سلسلة دروس كان يدعو فيها إلى العودة إلى أصلي التشريع
كتاب الله وسنة رسوله
r
والعناية بعلمي التفسير والحديث واقتفاء أثر السلف
الصالح وكان لكل ذلك تأثير كبير في نفس السوسي وفكره فكان ذلك إيذانا ببدء مرحلة
جديدة من حياته
أحس السوسي أن مراكش لن تستطيع إشباع نهمه للعلوم
وتحقيق طموحه المعرفي فغادرها إلى فاس سنة 1343 وانتسب لجامع القرويين،واندمج في
البيئة الفاسية المتفتحة على العالم في ظل حركة ثقافية ووطنية حية نشأت بحماس طائفة
من المفكرين الشباب في تلك المرحلة التي كان فيها الاستعمار الفرنسي متمكنا من
الرقاب ،قال عن تلك المرحلة : " في فاس استبدلت فكرا بفكر فتكون لي مبدأ عصري على
آخر طراز ، فقد ارتكز على العلم والدين ، والسنة القويمة … وكنت أصاحب كل المفكرين
إذ ذاك وكانوا نخبة في العفة والعلم والدين ، ينظرون إلى بعيد " (الإلغيات 2/225)
في ذلك الجو الثقافي الحي قضى السوسي أربع سنوات
اقتنع خلالها بقيمة العلم والعمل ودورهما في تغيير حال المجتمع والوطن ، وخطط مع
زملائه لمستقبل بلادهم فأسسوا جمعيتين الأولى ثقافية معلنة سموها جمعية الحماسة
وترأسها هو نفسه، والثانية سياسية سرية ترأسها علال الفاسي ، وأول مشروع بدأت به
النخبة الوطنية نشر الوعي الإسلامي من خلال التطوع للتدريس بالمدرسة الناصرية
باعتبار ذلك خطوة في تحقيق التغيير المنشود غير أن نشاط المدرسة لفت إليها أنظار
الاستعمار فأغلقها ، وقد نتج عن ذلك اقتناع أعضاء الجمعيتين بنجاعة الأسلوب الذي
سلكوه وضرورة الانتشار في المغرب للنهوض بجهاته المختلفة .
غادر السوسي فاسا إلى الرباط التي أقام بها سنة 1347
وحضر خلالها دروس علمائها السلفيين المجدين مثل المدني بن الحسني والشيخ الدكالي
والشيخ محمد السائح كما اطلع على الأدب العربي القديم والحديث في نوادر مصادره وفي
المجلات والمطبوعات المختلفة ورأى تنوع مذاهبه وإبداعات أدبائه وكانت له مسامرات
ومناقشات مع الأديب محمد بن العباس القباج ، ولم تكن معارف الرباط لتشبع نهم السوسي
للعلوم فقرر السفر إلى مصر إلا أن قلة ذات يده منعته .
رجع السوسي إلى مدينة مراكش فاستقر بزاوية والده بها
في حي الرميلة قاصدا الاشتغال بالتعليم والتربية باعتبارهما السبيل القويم لمحاربة
الجهل والتخلف ومحاربة الاستعمار ومناهجه التعليمية التي كانت تركز على تحقير عقيدة
الأمة ومحو لغتها ، فبدأ تدريس طائفة قليلة من الأطفال من أقاربه وجيران الزاوية
التي تحول قسم منها إلى كتاب قرآني غير أنه سرعان ما طارت شهرته وتقاطر عليه
الطلبة باختلاف مستوياتهم فنظم الدراسة وآوى الجميع مستعينا بموارد أعماله التجارية
والفلاحية وبهبات المحسنين من أصدقائه ، كما اعتنى بالمواد المهملة في المقررات
الرسمية التي أرساها الاحتلال الفرنسي كاللغة العربية والقرآن والتاريخ المغربي
والسيرة النبوية وفي النظام العتيق كالتفسير وعلوم الحديث والأدب .
لم يكتف السوسي بعمله في مدرسة الرميلة بل أضاف إليه
دروسا عامة يلقيها في المساجد ورئاسة الجمعية الخيرية الإسلامية التي كان يقف فيها
في وجه مصالح طاغية مراكش الباشا التهامي الكلاوي ، وحركة دائبة لتأسيس مدارس حرة
على غرار ما فعل في الرميلة حاثا زملاءه العلماء على السير على نهجه ففتحت بفضل ذلك
عدة مدارس .
وقد لفت عمل السوسي الدائب نظر الحكام الاستعماريين
بمراكش فعملوا على محاربته بترغيبه في مناصب رسمية كالقضاء وترهيبه بالاستدعاءات
المتكررة والاستفسارات والاستفزازات ، ولما يئسوا من انصياعه قرروا نفيه ، فأخرج
على حين غرة من مراكش منفيا إلى مسقط رأسه سنة 1355 حيث قضى تسع سنوات ذاق خلالها
مرارة العزلة والغربة إذ منع من الاتصال بالأجانب بل بأبناء بلده فبقي بعيدا عن
طلبته وأصدقائه من العلماء والأدباء منكسر القلب من ضياع جهده في تكوين طلبته
وتخريجهم على النحو الذي يرضيه .
غير أن السوسي لم يستسلم للقدر ولم يقض وقته في
البكاء على ماضيه بل انتهز فرصة فراغه ليشتغل بما ينفع أمته ، فصرف همته إلى جمع
تاريخ منطقة سوس التي اشتهرت في التاريخ بكثرة العلماء ووفرة الأدباء وتمسك أهلها
بالشرع الإسلامي ، قال عن ذلك : " سودت في إلغ مسقط رأسي ، حيث ألزمت العزلة عن
الناس ، أجزاء كثيرة تناهز خمسين جزءا في العلماء والأدباء والرؤساء والأخبار
والنوادر ، والهيئة الاجتماعية .. وكلها مقصورة على أداء الواجب عليّ ، من أحياء
تلك البادية التي سبق في الأزل أن كنت ابنا من أبنائها ، ويعلم الله أنه لو قدر لي
أن أكون ابن تافيلالت أو درعة أو الريف أو جبالة أو الأطلس أو دكالة ، لرأيت الواجب
عليّ أن أقوم بمثل هذا العمل نفسه ، لتلك الناحية التي تنبت نبعتي فيها ، لأنني من
الذين يرون المغرب جزءا لا يتجزأ ، بل أرى العالم العربي كله من ضفاف الأطلسي إلى
ضفاف الرافدين وطنا واحدا ، بل أرى جميع بلاد الإسلام كتلة متراصة من غرب شمال
إفريقيا إلى إندونيسية ، لا يدين بدين الإسلام الحق من يراها بعين الوطنية الضيقة
التي هي من بقايا الاستعمار الغربي في الشرق ، بل لو شئت أن أقول – ويؤيدني ديني
فيما أقول – إنني أرى الإنسانية جمعاء أسرة واحدة، لا فضل فيها لعربي على عجمي إلا
بالتقوى ، والناس من آدم ، وآدم من تراب
]
يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم
عند الله أتقاكم
["
لقد كان العمل العظيم السوسي في حوالي ثمانين جزءا
ردا حاسما علميا على الظهير البربري الصادر في نسخته النهائية سنة 1930 والرامي إلى
الفصل بين العرب والأمازيغ ، ليؤكد أن المغاربة على اختلاف ألسنتهم انصهروا في
بوتقة واحدة هي الإسلام واللغة العربية ، قال : " إنني رأيت منذ سنوات أن هذا الشعب
محتاج إلى جهود من كل جهة جهود تأخذ بيد حاضره .. وجهود تأخذ بيد ماضيه من إحياء ما
كان له من مجد ، وما كان أثله من سؤدد ، وما عرفه له التاريخ من حياة علمية ، فإذا
منعت من السير في تلقيح الأفكار في الحاضر بلساني ، فلأنفذ وعدي بالاجتهاد في إحياء
ماضيه بيراعي ، وقد رأيت هذه الزاوية من المغرب مجهولة كثيرا حتى عند المغاربة
أنفسهم ، فضلا عن العالم كله ، فقلت في نفسي : لأقم على حساب مستطاعي بإلقاء ضوء
على تقلبات هذه الزاوية ، فكان ذلك شغلي الوحيد منذ وطئت هذه الأرض.." (سوس العالمة
ص:أ)
ولم يكن السوسي مهتما بتفوق منطقة سوس أو مدفوعا
بالعصبية الضيقة أو العنصرية المقيتة بل كان يعتبر أن الوجه الصحيح لكتابة تاريخ
الإسلام هو البدء بتاريخ رجالاته وأسرهم ثم مجتمعاتهم المحدودة فأقطارهم فالأمة
الإسلامية جمعاء وذلك اتساقا مع إيمانه العميق بضرورة وحتمية العودة إلى التراث
للحفاظ على الهوية ومواجهة التحديات ، قال : " نحن نوقن أنه سيأتي يوم يثور فيه
أولادنا أو أحفادنا ثورة عنيفة ضد كل ما لا يمت إلى غير ما لآبائهم من النافع
المحمود ، ثم يحاولون مراجعة تاريخهم ليستقوا منه كل ما في إمكانهم استدراكه .
فلهؤلاء يجب على من وفقه الله من أبناء اليوم أن يسعى في إيجاد المواد الخام لهم في
كل ناحية من النواحي التي تندثر بين أعيننا اليوم، وما ذلك إلا إيجاد مراجع التاريخ
يسجل فيها عن أمس كل ما يمكن من الأخبار والعادات والأعمال والمحافظة على المثل
العليا ." ( المعسول 1/د)
في سنة 1364 سمح للسوسي بالعودة إلى مراكش ، فعاد
إلى سابق عهده بها مستأنفا نشاطه التعليمي والتربوي بزاوية الرميلة باعثا مجالسه
الأدبية ودروسه بالمساجد ، وفي هذه المرحلة تقوى النشاط السياسي بمراكش تزعمه بعض
طلبة السوسي القدماء ولم يكن الاستعمار غافلا عن ذلك فزادت ضغوطه ، وحرر الوطنيون
عريضة احتجاج ضد القمع مطالبين بالحرية وقعها السوسي ، ولما رأى الجو مضطربا بمراكش
انتقل إلى الدار البيضاء سنة 1370 ليتابع بها عمله غير أنه ما لبث أن ألقي عليه
القبض ونفي من جديد إلى الصحراء الشرقية مع طائفة من زعماء الحركة الوطنية
والسياسيين الوطنيين حيث قضوا حوالي سنتين . وفي ذلك المعتقل راجع حفظ القرآن وتابع
التأليف والكتابة ونظم دروسا في مختلف المواد العلمية والأدبية ومسامرات أدبية
وجلسات إخبارية سجل أحداثها ومجرياته في كتابه " معتقل الصحراء " .
في سنة 1374 انفرجت الأزمة السياسية وأطلق سراح
المعتقلين ثم أعلن استقلال المغرب ، فعاد السوسي إلى الرباط وعين وزيرا للأوقاف في
أول حكومة مغربية بعد الاستقلال ثم وزيرا في مجلس التاج وقاضيا شرعيا للقصور
الملكية إلى وفاته سنة 1383 عقب مضاعفات ناتجة عن إصابته في حادثة سير وفي هذه
المرحلة صرف جهده وهمته إلى إخراج مؤلفاته وكأنما كان يسابق الأجل .
كانت حياة السوسي مليئة بالانجازات العلمية
والثقافية من أبرزها تأسيس جمعية علماء سوس التي أشرفت على بناء المعهد الإسلامي
بمدينة تارودانت وعضوية اللجنة العلمية التي حررت مدونة الأحوال الشخصية المغربية
كما أن مؤلفاته الكثيرة كانت - مع غيرها من مؤلفات معاصريه - تأسيسا للبحث العلمي
الأكاديمي في مجال التاريخ والاجتماع والأدب والثقافة والفكر ومن أهم هذه المؤلفات
:
-
" المعسول في الإلغيين وأساتذتهم وتلامذتهم في العلم
والتصوف وأصدقائهم وكل من إليهم." في نحو 8000 صفحة في 20 جزءا صدرت تباعا عن 3
مطابع ما بين سنة 1960 و1963 وهو موسوعة تراجم لنحو 4000 من العلماء والفقهاء
والأدباء والرؤساء .
-
" خلال جزولة " في أربعة أجزاء وهو وصف لأربع رحلات
علمية في المناطق السوسية مليئة بالفوائد العلمية والأدبية والتاريخية ، مطبوع .
-
" الإلغيات " في 3 أجزاء تضمن مذكراته خلال نفيه إلى
مسقط رأسه ، والكتاب حافل بالأدبيات شعرا ونثرا والمناقشات العلمية والأدبية
والتاريخية والفوائد الاجتماعية ، مطبوع .
-
" سوس العالمة " بمثابة مقدمة لموسوعة المعسول اشتمل
نظرة عامة على العلم العربي وأعلامه ومؤسساته في منطقة سوس طبع مرتين .
-
" إيليغ قديما وحديثا " تاريخ إمارة أسستها أسرة
شريفة في قلب جبال جزولة السوسية منذ القرن 11 الهجري طبع مرتين بالمطبعة الملكية .
-
" معتقل الصحراء " يشمل مذكرات المعتقل الصحراوي إثر
النفي الثاني وفيه نبذة من نشاط النخبة السياسية المغربية في المنفى طبع جزؤه الأول
.
-
" رجالات العلم العربي في سوس " إحصاء للعلماء
والأدباء السوسيين النابغين منذ القرن الخامس الهجري وحتى زمن التأليف وهم
حوالي2000 وهو مطبوع .
-
" حول مائدة الغذاء " تقييد للروايات الشفوية لأحد
رجالات البلاط السلطاني في أوائل القرن الرابع عشر الهجري في جزء واحد مطبوع .
-
" من أفواه الرجال " تسجيل للروايات الشفوية لمريدي
الزاوية الدرقاوية عن الشيخ علي بن أحمد الدرقاوي في 10 أجزاء .
-
" مترعات الكؤوس في آثار طائفة من أدباء سوس" مخطوط
في ثلاثة أجزاء تضمن تراجم مئة أديب سوسي نبغوا منذ القرن العاشر الهجري ألفه
السوسي لسد الخلل الذي ظهر في كتاب النبوغ المغربي لعبد الله كنون حينما أهمل
التعريف بأدباء سوس خاصة .
-
ترجمة الأربعين حديثا النووية إلى الأمازيغية
السوسية ، مخطوط .
-
ترجمة الأنوار السنية إلى الأمازيغية السوسية ،
مخطوط .
-
أمثال الشلحيين وحكمهم نظما ونثرا ، تضمن حكم
الأمازيغ السوسيين بلسانهم ، مخطوط .
-
" بين الجمود والميع " بناء قصصي تضمن تحليل
التيارات الفكرية بالمغرب في عهد الحماية وإبان الاستقلال من خلال أربعة إخوة
أحدهما صوفي والآخر علماني الفكر والثالث نفعي يتبع هواه والرابع نموذج للإنسان
المسلم السوي ، نشرت في حلقات بمجلة دعوة الحق .
-
" من الحمراء إلى إلغ " وصف رحلة قام بها من مراكش
إلى مسقط رأسه صحبة بعض تلامذته ، رقنها وأعدها للطبع ابن اخيه المرحوم الأستاذ عبد
الله درقاوي .
-
" قطائف اللطائف " نوادر وحكايات سوسية ، مخطوطة .
-
" المجموعة الفقهية في الفتاوي السوسية " مجموعة من
فتاوى الفقهاء السوسيين ، مطبوعة بإعداد وتعليق ابن أخيه الأستاذ عبد الله درقاوي .
-
90 حلقة من برنامج وعظي باللسان الأمازيغي السوسي
أذيعت من الإذاعة المركزية بالرباط في أوائل سنوات الستين .
وإذا كان من إشارة ينبغي أن نختم بها هذه الوقفة
السريعة على حياة السوسي فهي التعليق على بعض ما يذكر من أن حياته وإنجازاته قد
لقيت اهتماما كافيا ودراسة حثيثة ، فقد ركزت الدراسات على الجانبين التاريخي
والأدبي ولما تهتم بعد بالجانب الشرعي الإسلامي ثم بالجانب الاجتماعي السوسيولوجي
والجانب الأنثروبولوجي والجانب التربوي إضافة إلى بقاء جوانب كثيرة من أدبه بعيدة
عن الدراسة خاصة الجانب السردي القصصي والرسائل والمذكرات ، كما أن كثيرا من
الدراسات التي احتضنتها الجامعة المغربية ومراكز التكوين والبحث عنه وعن فكره لما
تطبع بعد كالدراسات المنجزة حول سيرته الذاتية ورحلاته وفكره التربوي ، ناهيك عن
الدراسات الجارية خارج المغرب في الدول الأوربية كفرنسا وألمانيا وفي أمريكا
واليابان بجامعة هيروشيما وجامعة طوكيو ..
منقول للافادة الباحثين